مقدمة في قصص الأنبياء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الكريم ... وعلى آله وصحبه أجمعين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم مع الأنبياء عليهم السلام قصص عبر...
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم بعد أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم / بسم الله الرحمن الرحيم (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)سورة يوسف .

وقال تعالى ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ .....) (13) سورة الكهف.

وقال تعالى ( فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (176) سورة الأعراف .
هذه الآيات تشير إلى أهمية القصص وكيف أنها منهج قرأني رباني أصيل لتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من بعده ..
لعلهم ليتفكرون ويتأملون ويعتبرون في هذه القصص ....وذكر الله سبحانه وتعالى لنا في كتابه الكريم قصص كثيرة عن الأنبياء بعضها مفصل وبعضها مختصر ....
الذين سمي لنا منهم من الرسل 25 رسول جاء ذكرهم في بعض الآيات الكريمات ومنها قول الله عز وجل (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) سورة الأنعام .
يقول تعالى في تبيان سبب هذا التفصيل الكثير لقصص الأنبياء في القرآن (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) سورة هود .

ــ إذا تثبيت لفؤاد النبي صلى الله عليه وسلم,
ــ وفصل في الحق الذي أختلف فيه الناس .
ــ وتبيان لكثير من الخلل التاريخي الذي ورثناه وورثه الناس فجاء القرآن ليظهر الحق ويصحح الأخطاء التاريخية..
ــ وموعظة وذكرى للمؤمنين ..قال تعالى (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ{ ليسوا بمرتبة واحدة هم مراتب }مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)) سورة البقرة.

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) 78 سورة غافر
هذه القصص التي جاءت في كتاب الله عز وجل عبر وعظة لمن كان له عقل يتفكر به يقول الله تبارك وتعالى (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111) سورة يوسف


الأنبياء:
عليهم السلام مصابيح الهدى هم الأسوة والقدوة
(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ) (90) سورة الأنعام سر على هذا المنهج وأتبع هذا السبيل أرسلهم الله تعالى فترة من بداية الخلق...
تتابع الرسل والأنبياء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عدد الرسل زاد عن 300 وعدد الأنبياء زاد عن 124000 ( مئة وأربعة وعشرين ألف ) حتى كان في بني إسرائيل كلما مات نبي قام نبي ما يخلوا من الأنبياء.... وكان احيانا في الزمن الواحد في البلد الواحد ثلاث أو أربع أنبياء ....
أرسلهم الله تعالى لإنقاذ البشرية كل ما واجهة البشرية انحرافا جاء الرسل والأنبياء عليهم السلام لينقذوا البشرية ويصححوا المسار ...وتحملوا الأذى في سبيل دعوتهم لله عز وجل ...بذلوا الجهد وصبروا وليوصلوا الرسالة كما أمرهم الله تعالى بها....

فوجودهم حق... وحاجة للبشر ... فالله سبحانه وتعالى ما كان ليترك الناس بدون نذير حتى لا يحتج عليه أحد يوم القيامة ( أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) سورة الأعراف
حتى ما يحتج أحد ..دائما في كل يأتي أمة نذير (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) سورة فاطر
كل أللأمم جاءها النذير حتى لا تقوم حجة على الله تعالى يوم القيامة ....هذه القصص تتميز بأنها قصص حقيقية ليست خيالية ليست من نسج الخيال أنما هي قصص حصلت في أرض الواقع وعاشتها البشرية في فترات حياتها المختلفة ...وتتميز بأنها قصص ذات عبرة وليست قصص للترف والتسلي وإنما مملئوه بالقصص التي تحمل المعاني والعبر من أجل أن نسير نحن الذين خلفناهم نسير على هذا النهج ونقتدي بهم ولا نقع في الأخطاء التي وقعت فيها أمم الرسل من قبلنا وهذه القصص عندما نتأمل فيها سنجد أنها محور التاريخ...
محور التاريخ البشري يدور حول الأنبياء كان للملوك وللقادة العسكرين أثر هائل في تحديد المسار مسار التاريخ البشري ...لكن الأثر الذي تركه الرسل والأنبياء عليهم السلام في تحديد تاريخ البشر أعظم أثرا وأبلغ في صناعة التاريخ...
لن تستطيع أن تفهم التاريخ إذا لم تعرف قصص الأنبياء.... وإلى اليوم الصراع الذي يجري في الدنيا إنما هو صراع بين الحق والباطل إنما هو صراع بين أتباع الأنبياء وأعداء الأنبياء عليهم السلام ...
وأقول كذلك أنك لن تستطيع أن تفهم القرآن إلا إذا عرفت قصص الأنبياء .....كم آية وآية تتكلم عن الأنبياء ...
وإذا لم تعرف القصة التي ورائها قد تخفى عليك الكثير من المعاني...
كم مرة ذكر أدم عليه السلام في القرآن..؟؟
وكم مرة ذكر نوح عليه السلام ؟؟
وكم مرة ذكرت قصة بني إسرائيل مع موسى عليه السلام؟؟
وفرعون مع موسى عليه السلام ...؟؟
أكثر من 70 ليست آية بل 70 موضع في القرآن الكريم..... في كل موضع كذا آية .....وأحيانا عشرات الآيات...
كم سورة سميت بأسماء الأنبياء؟؟
فالذي يجهل قصص الأنبياء فاته جزء كبير من القرآن الكريم....
ونحن كذلك نستعرض قصص الأنبياء حتى نتعلم منهج الأنبياء في الدعوة لله عز وجل... نحن نريد أن نكون دعاة لله عز وجل نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ...وحتى نستطيع أن نسير على المنهج الصحيح لابد لنا من أسوة ومثال وقدوة نقتدي به ونسير على نهجه ...
وأعظم المثال هو النبي صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) 21 سورة الأحزاب ..


وأعظم المثال بعد النبي صلى الله عليه وسلم الرسل والأنبياء عليهم السلام..... نعم لنا في الصالحين والصحابة قدوة ومثل.... لكنهم يأتون بعد الرسل والأنبياء ولذلك جاء في الحديث الصحيح ( والله ما وطي الأرض ( يعني داس الأرض ) بعد الأنبياء خير من أبي بكر ) ...فمنزلة الصحابة مهما وصلت لاتصل إلى مرتبة الأنبياء عليهم السلام وإنما يأتون بعد الأنبياء...
وقصص الأنبياء جاءتنا في القرآن الكريم ...وجاءتنا في السنة الشريفة ....وجاءتنا في كتب التاريخ ومن أبرز ما كتب في قصص الأنبياء كتاب قصص الأنبياء لأبن كثير وجاءت أيضا في كتاب الطبري وابن الأثير وكتاب البداية والنهاية لأبن كثير وغيرها من كتب الأقدمين والمحدثين وهذه هي المراجع التي أعتمد عليها في هذه السلسلة ...
إلا أنني أفعل شيء وهو أني عندما أقرأ للعلماء وهم ينقلون عن غيرهم فأدقق فلا أنقل الإسرائيليات ولا أنقل عن الأحاديث الضعيفة وأعتمد على الأحاديث الصحيحة وعلى تفسير كبار المفسرين للآيات التي نزلت في القرآن بالذات أعتمد على أبن عباس رضي الله عنه وعلى أبن جرير وأبن كثير في تفسيرهم فهذه هي المراجع التي أعتمد عليها في هذه السلسلة (كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آَتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99 سورة طه ...

فلنبدأ بالقصة من أولها ...نبدأ قبل الأنبياء عليهم السلام نبدأ قبل الأرض و قبل السماوات...

نبدأ بالبداية (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ 62()سورة الزمر ... (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)سورة الحديد..
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ (7) سورة هود..
سبحانه.... يروي الأمام أحمد يرحمه الله عن أبي رزين لقيط بن عامر العقيلي رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض ؟؟؟
فقال صلى الله عليه وسلم : كان في عمام .. في فراغ لا شيء ... ظلام وفراغ لاشيء ما فوقه هواء وما تحته هواء ... هواء عند العرب فراغ ما في شيء ثم خلق عرشه على الماء فهذه بداية الخلق وفي الحديث الآخر الذي يرويه الإمام أحمد كذلك وأبو داود والترمذي وغيرهما ...عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن أول ما خلق الله القلم ثم قال له أكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ) فهذا علم الله سبحانه وتعالى خطه القلم بما أمره الله سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ..

في الحديث الذي يرويه الأمام مسلم وهو رأي جمهور الفقهاء في هذه القضية في أي الأمور خلق أولا ؟؟؟... عن عبد الله عمرو بن العاص رضي الله عنهما ....قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق مقادير السموات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء )....
إذا العرش أولا على الماء ثم القلم فخط به الخط ثم جاءت السماوات والأرض.... فعندما يقال أول ما خلق الله القلم يعني أول ما خلق من مخلوقات هذا العالم ...
وجاء هذا في ما يرويه البخاري عن عمران بن حصين قال أهل اليمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاء وفد من أهل اليمن يسألون النبي صلى الله عليه وسلم ( فقالوا جئناك لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر )


يعني بداية هذا الخلق ( فقال كان الله ( لاإله إلا الله ) ولم يكن شيء قبله.. وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض) إذا في البداية العرش على الماء ثم القلم كتب كل شيء.... وفي كلام العلماء أن بعد القلم اللوح المحفوظ مباشرة فكتب القلم على اللوح المحفوظ ثم بعد ذلك خلق الخلائق وخلق السماوات والأرض وتفاصيل ذلك ..
أما ترتيب خلق هذه الأمور فجاءت فيه أقول كثيرة للعلماء وذكرنا لكم الترتيب الذي هو رأي جمهور العلماء ... أما ترتيب خلق المخلوقات التي في العالم عالم السماوات والأرض فجاء فيه حديث صحيح يرويه الأمام أحمد ويرويه الإمام مسلم.. في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه ( قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : خلق الله التربة يوم السبت وخلق الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يعني( الأذى والجراثيم والأمراض المكروه ) يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث الدواب يوم الخميس وخلق أدم بعد العصر يوم الجمعة أخر خلق خلق).. أخر المخلوقات وهذا فيه أمر واضح في نظرية التطور غيرها المسألة واضحة كيف تمت المسألة ما في تطور ....الأمور هكذا خلقت خلقا ..

.وأخر الخلق هو أدم أبو البشر أخر خلق خلق في أخر ساعة من ساعات الجمعة ...في ما بين العصر إلى المغرب.... فهذا في دليل على أن أدم هو أخر ما خلق من هذه المخلوقات وفيه تفصيل على الأحاديث التي جاءت تبين لنا ترتيب خلق المخلوقات...

وخلق الله سبحانه وتعال قبل أن يخلق أدم خلق الملائكة عليهم السلام (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) سورة الشورى...


وجاء في الحديث الصحيح قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من نور.. وخلق أدم مما وصف لكم ) ..

وجاء بعد خلق الملائكة خلق الجن وجاء في ذلك الآيات والأحاديث الكثيرة ...يقول الله تعالى ( وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ) 15(سورة الرحمن )
من مارج من نار طرف اللهب ليس من أصل النار ولكن من أطراف لهب النار ...وقال تعالى على لسان إبليس (...خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ....) 12 سورة الأعراف ..
وقال الله تبارك وتعالى (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ (فدل على أنه قبل ذلك) مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) سورة الحجر.. وهذا أصل خلق الجن ..
وإبليس لعنه الله من الجن .... وجاء هذا حتى لا يتردد أحد في هذه المسألة ولا يخطئ وجاء هذا في الآية (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ) 50 سورة الجن....
لم يكن من الملائكة يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين.. أبدا ما كان من الملائكة كان من الجن... وهو يقول خلقتني من نار بينما الملائكة من نور فتضافرت الأدلة على أن إبليس من الجن وما كان من الملائكة أبدا...

وعن أبن عمر وأبن عباس رضي الله عنهما قالا كانت الجن قبل أدم بألفي عام ... ألفين سنة قبل أدم ....وسكنوا الأرض هذه التي نعرفها سكنها الجن ففسقوا فيها وفسدوا إفساد عظيم وقتلوا بعضهم تقتيلا وسفكوا الدماء (كانت الجن قبل أدم بألفي عام فسفكوا الدماء فبعث الله إليهم جندا من الملائكة) لما كثر الفساد في الأرض ملئوا الأرض فساد فأرسل الله عز وجل عليهم ملائكة فقاتلتهم الملائكة مقتلة عظيمة حدثة على الأرض قبل خلق أدم بين الملائكة والجن فبعث الله إليهم جند من الملائكة فطردوهم إلى جزائر البحور ........أخرجوهم من القارات وطردوهم إلى الجزر التي في المحيطات وهذا موطن الجن إلى اليوم.... أصل الجن مراكز الجن الرئيسية إلى اليوم في تلك المناطق.... وجاءت الأحاديث تشير إلى أن أبليس لعنه الله له عرش وملك وهو رئيس الجن وله عرش على الماء عرشه في مكان ما على الأرض وهذا قبل خلق أدم عليه السلام ...